رابطة علماء المغرب تبارك بوقف إطلاق النار في غزة

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان مباركة للأمة بمناسبة وقف إطلاق النار في غزة

الحمد لله الذي أعز أهل الإيمان بعزته، وأمد المجاهدين في سبيله بنصرته وقوته، والصلاة والسلام
على سيد المجاهدين وإمام الصابرين، محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

إلى أهلنا الصامدين في غزة العزة، إلى الأبطال الذين رفعوا راية الدين والجهاد، وخاضوا ميادين
الصبر والتضحية، إليكم نكتب وقد أبهج قلوبنا ما أنعم الله به عليكم من ثبات ونصر، وما أنزله
بأهل العدوان من الخزي والهوان، جزاء وفاقا، سنة الله في الظالمين، وجزاءه العادل للمعتدين.

إن رابطة علماء المغرب العربي إذ تبارك للعالم الإسلامي ولأهل غزة الأبطال هذا الصمود
الأسطوري، الذي ضربوا به أروع الأمثلة في الإيمان بالله والثبات على الحق، لتؤكد لهم أن الله
سبحانه وعد عباده المؤمنين بالنصر المبين، إن هم صدقوا وتوكلوا على الله وحده، وأخلصوا له النية
والعمل، وهذا ما شهد به القاصي والداني، واعترف به المؤمن والكافر.

قال الله تعالى: “إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ” [محمد: 7]، وإننا لنرى في هذا النصر
مصداق هذا الوعد الحق، فلقد بذلتم الغالي والنفيس في سبيل الله دفاعًا عن دينكم وأرضكم
وأعراضكم، فما خذلكم الله إذ بذلتم الجهد وأديتم ما فرض عليكم، قال تعالى {فما وهنوا لما
أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين} [آل عمران 146]

ونذكركم أن النصر الحقيقي هو ثباتكم على مبادئ الجهاد والمرابطة، وصبركم على الأذى،
وإعدادكم المستمر لملاقاة العدو، فإن معركة الحق والباطل طويلة، ولا يتم النصر إلا بالصبر
واليَقين، ثبتكم الله ونصركم وأعلى في الباقين ذكركم.

إننا في رابطة علماء المغرب العربي نجدد عهدنا معكم بالدعاء والمدافعة ونصرتكم بكل ما أوتينا
من قوة، ونذكركم أنكم خط الدفاع الأول عن الأمة الإسلامية، وركنها المتين في مواجهة الطغيان
والعدوان، قال تعالى {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز} [المجادلة: 20].

ثبتكم الله على الحق، وأيدكم بجنوده التي لا تُرى، وأقر أعيننا بتحرير أرضكم ومقدساتكم، إنه ولي
ذلك والقادر عليه.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

الأمانة العامة
الأربعاء 15 رجب 1446 هـ
الموافق 15 يناير 2025

رابطة علماء المغرب العربي

اترك تعليقاً