بيان رابطة علماء المغرب العربي بخصوص استشهاد القائد يحي السنوار

بيان رابطة علماء المغرب العربي بخصوص استشهاد القائد يحي السنوار

بسم الله الرحمن الرحيم
تعزية في مجاهد الأمة يحيى السنوار تقبله الله في الشهداء

الحمد لله رب العالمين، إله الأولين والآخرين، وناصر المستضعفين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين،
وإمام المجاهدين، وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين.
أما بعد،
قال الله تعالى: “وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من نفس تموت لها عند الله خير يسرها أن ترجع إلى الدنيا إلا الشهيد، فإنه
يسره أن يرجع فيقتل مرة أخرى لما يرى من فضل الشهادة”.

فقد فجعنا وفجعت الأمة بنبأ استشهاد القائد المقدام يحيى السنوار على أرض غزة العزة، مقبلاً غير مدبر، فلله
الحمد على ما أخذ وعلى ما أعطى والحال أن الرجل، بشهادة من عرفه وعاشره، كان طالبًا للجنة، ساعيًا للشهادة،
سائلاً الله نوالها، فبلغه الباري جل في علاه مناه، متقدمًا صفوف جنده، منازلاً عدوه في الميدان، محييا أمجاد
السلف، مسطرًا ملحمة عظيمة من ملاحم الأمة، لن يمحوها الموت أو التاريخ؛ لأنها كتبت بمداد الدم والمهج. قال
النبي صلى الله عليه وسلم: “إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، ما بين الدرجتين كما بين
السماء والأرض”. فهنيئا لك، أبا إبراهيم الشهادة، وهنيئًا للمقاومة هذا البذل من صفوة الصفوة، وعلى قدر البذل
يكون العطاء. قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ…”.
وفي الختام، نقول لعموم الأمة، وللشعب الفلسطيني خصوصا :

عزاؤنا في الله واحد، “فلله ما أعطى وله ما أخذ، وكل شيء عنده بأجل مسمى”، فلنصبر ولنحتسب.

إن قومًا قدموا القائد تلو القائد في سبيل الله وفداءً لتحرير بيت المقدس، هم قوم حري بهم أن يفخروا
ويستبشروا بالنصر القريب والفتح المبين، “إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”.

طريق الجنة محفوف بالمكاره، “أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الجَنَّة”، ومن علم يقينا هذا استرخص
الغالي والنفيس، ولو كانت أرواح الأحبة والقادة.
ويحيى السنوار وإسماعيل هنية وغيرهم ممن بذلوا أرواحهم لله، قوم عرفوا الطريق، وباعوا الرخيص بالثمين،
وثبتوا على اللأواء ابتغاء مرضاة الباري جل في علاه.

ندعو شباب الأمة للالتفاف حول مشروع المقاومة، ومناهضة كل أشكال التطبيع، وتقديم الدعم والنصرة له
ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا، “وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ”.

أبشروا بالنصر القريب والفتح المبين، فأهلنا في غزة ضربوا لنا أروع الأمثلة على نزع الوهن وحب الدنيا من
نفوسهم، وإقبالهم على الشهادة تباعًا ابتغاء مرضاة الله والانعتاق من قيد الاحتلال الغاشم، وهذا من بشارات
النصر. وكما قال ربعي بن عامر لملك الفرس: “جئتكم برجال يحبون الموت كما تحبون الحياة”، وهذه هي معادلة
النصر التي اختلت عند الأمة، وأعاد إحياءها الغزيون.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

رئيس الرابطة
الجمعة 15 ربيع الثاني عام 1446 هجرية
الموافق 2024
رابطة علماء المغرب العربي

اترك تعليقاً