“لستُ عملاقًا، وإن كنت أبدو طويلًا!”

“لستُ عملاقًا، وإن كنت أبدو طويلًا!”
قالها وابتسامة عذبة تعلو محياه المشرق، ردّ بها على من قدّمه بين يدي إحدى محاضراته واصفاً إياه بأحد عمالقة العلم أو الدعوة.
انتشرت محاضراته في طرابلس وسائر المدن الليبية في الثمانينيات، تعمق جذور اليقين، وتؤسس قاعدة إيمانية صلبة بعيدة عن الجدل الفارغ والنقاش البارد والمصطلحات المستحدثة
رأيته أول مرة في مكة المكرمة قبل ثمان وثلاثين سنة، يذرع طرقاتها جيئة وذهابًا، ويتردد بين مساجدها وجامعاتها ومراكزها، يعلم طالبا أو يعين عابر سبيل أو يكفل داعية أو يجهز غازياً، يجوب الآفاق داعيًا إلى الله، ومجاهدًا في سبيله
اليوم يترجل الفارس، والأمة في مخاضها الكبير وكأنها بين عهدين، يحزن القلب وتدمع العين، ولكن عزاءنا أنه لم يرحل إلا وقد بنى وربى، وغرس وأسّس.
رحم الله الشيخ العلامة عبدالمجيد الزنداني، وتقبل سعيه وجعل الجنة مثواه.
اللهم إنه في ذمتك وحبل جوارك فارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين.
عزاؤنا لأبنائه الدكتور عبدالله عبدالمجيد الزنداني والشيخ علي عبدالمجيد الزنداني، وباقي الأبناء وسائرِ آل الزنداني الكرام، وأهلِ العلم والدعوة والإصلاح والجهاد، والأمةِ الإسلامية كافة.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

اترك تعليقاً